مدينة أبي الجعد

مدينة مغربية في إقليم خريبكة جهة بني ملال خنيفرة،

يرجع تأسيس مدينة أبي الجعد إلى القرن العاشر الهجري على يد الولي الصالح سيدي محمد الشرقي وهو مؤسس الزاوية الشرقاوية ويتصل نسبه بسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

ولد الشيخ سيدي محمد الشرقي بمكان جوار واد أم الربيع يبعد عن مدينة قصبة تادلة بحوالي تلات كيلومترات سنة 926هجرية وحفظ القرآن الكريم ودرس العلم على يد والده سيدي بلقاسم بن الزعري دفين قصبة تادلة ومعه إخوته الخمسة سيدي عبد العزيز وسيدي عبد النبي وسيدي سعيد وسيدي السموني وسيدي عبد الرحمان , ولما ظهرة محبته للعلم أرسله والده إلى مراكش ليتتلمذ على يد علماء كبار منهم سيدي عبد العزيز التباع وسيدي عمر القسطالي اللقب بالمختار وسيدي عبد الله الساسي وسيدي محمد الغزواني المكني ب (مول القصور) وكلهم دفيني مدينة مراكش.

وخلال هده الفترة التي قضاها بمراكش إشتهر بين الناس بعلمه ونباهته وكرمه ‘ تم رجع إلى مسقط رأسه فمكث مدة قليلة, إنتقل بعدها إلى الأطلس المتوسط وبالضبط في المكان المسمى الآن باغرم العلام بقي هناك متفرغا لعبادة الله وانتقل منه سنة 966 هجرية إلى مكان يبعد عن مدينة قصبة تادلة بنحو 23 كيلومتر نزل بخيمته هناك حفر بئرا وبنى مسجدا وكان المحل عبارة عن غابات كثيفة الأشجار, عامرة بالوحوش والذئاب المسماة (أبو جعدة) فسمى منذ دالك الوقت أبو الجعد وقال قولته المشهورة (إني راحل إن شاء الله إلى بلد أمورها في الظاهر معسرة وأرزاقها ميسرة …..هدا المحل إنشاء الله محل يمن وبركة لعله يستقيم لنا فيه السكون بعد الحركة …..) والمكان الذي نزل به الشيخ يعرف الآن بالآبار قرب رجال اليعاد والبئر الدي حفره يسمى اليوم بئر الجامع, مكث الشيخ هنا مدة قصده الزوار والمؤيدون وطلبة العلم, ثم إنتقل بعد ذلك لمحل يقال له (اربيعة) المعروفة الآن برحبة الزرع, وبنا مدرسة لقراءة العلم بالمرح الكبير الذي يعرف اليوم بدرب القادريين وكان الطلبة يأتون إليها من جميع الجهات, وأصبحت أبي الجعد مركز إشعاع ديني وعلمي, ونقطة تجارية هامة وقد لعبت الزاوية الشرقاوية دورا هاما في نشر مختلف العلوم وتخرج منها فطاحل العلماء منهم أبو علي الرحالي وسيدي العربي بن السائح دفين الرباط والشيخ سيدي صالح دفين أبي الجعد والشيخ سيد المعطي صاحب الدخيرة, والحسين بن محمد الهداجي المعدني ومحمد بن عبد الكريم العبدوني واللذان يعتبران مفخرة الزاوية باعتبارهما من خيرة ما أنجبت حلقات الدراسة بها ومحمد بن أبي قاسم بن محمد بن عبد الجليل السجلماسي المعروف بالربا طي والشيخ الشاودي بن سودة أحد كبار علماء الحضرة الفاسية.

وأصبحت هده الزاوية محج القبائل المجاورة التي كانت تأتي بتبرعات وهدايا كتيرة كانت تصرف على طلبة العلم من قبل الشيخ سيدي محمد الشرقي الدي وافاه الأجل المحتوم سنة 1010 عن سن يناهز 84 سنة, وقد خلف 11 ولدا هم سيدي عبد القادر بن محمد, سيدي محمد أحمد المرسلي, سيدي المالقي وسيدي محمد الدقاق وسيدي عبد السلام وسيد الغزواني وسيد الطنجي الصغير وكلهم مدفونين بأبي الجعد. وقد حضيت هذه الزاوية الشرقاوية بعناية فائقة من طرف الدولة العلوية فقد نزل بها السلطان مولاي إسماعيل فأمر بترميم ضريح الولي الصالح سيدي محمد الشرقي وبنى بجانبه مسجدا وحماما لازلا قائمين إلى يومنا هذا.

وقد تابع نهج الشيخ أبنائه وأحفاده ومنهم سيدي صالح بن سيد المعطي الذي درس العلم بفاس, وبالزاوية الناصرية بتامكروت وولده سيدي محمد المعطي الذي ألف الكتاب المشهور “ذخيرة المحتاج في الصلاة على صاحب اللواء والتاج” .

وبعد وفاته خلفه إبنه سيدي العربي دفين أبي الجعد, وفي عهده بنى السلطان مولاي سليمان المسجد الذي يحمل إسمه. وقد زار هذه الزاوية السلطان مولاي الحسن الأول ومكث بها عدة أيام, فجدد بناء ضريح سيدي صالح والمسجد المجاور له. ولازالت الزاوية الشرقاوية قبلة للزوار من كافة أرجاء المملكة خاصة خلال فترة انعقاد موسم الوالي الصالح سيدي بوعبيد الشرقي

الاخبار العاجلة